حوار بين مسلم سني من أتباع القرءان والرسول ووهابي من أتباع ابن تيمية وابن عبد الوهاب
قال المسلم : أنتم الوهابية تُحرّمون الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " من سنّ سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء " وصاحب إربل الملك المظفر كان أول من احتفل بالمولد فلم يُنكر عليه العلماء ذلك ، بل مدحوه ومدحوا فعله هذا .
قال الوهابي : لا ، العلماء لم يمدحوه على ذلك ، بل هو رجل مذموم .
قال المسلم : أتأخذ بكلام الذهبي ؟
قال الوهابي : نعم نعم ، ءاخذ بكلامه .
قال المسلم : الذهبي مدح الملك المظفر في كتابه " سير أعلام النبلاء " فقال عنه : " كان محبًّا للصدقة ... وبنى أربع خوانك للزَّمنى والأضراء ... وبنى دارًا للنساء ، ودارًا للأيتام ، ودارًا للّقطاء ، ورتّب بها المراضع ، وكان يدور على مرضى البيمارستان ... وبنى مدرسة للشافعية والحنفية ... وكان يمنع من دخول منكر بلده ... وأما احتفاله بالمولد النبوي الشريف فيقصر التعبير عنه ، كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة وتُنصب قباب خشب له وللأمراء وتزيَّن ... ويعمل ذلك أيامًا ، ويُخرج من البقر والإبل والغنم شيئًا كثيرًا فتُنحر ... ويتكلّم الوُعّاظ في الميدان ، فينفق أموالاً جزيلة . وقد جمع له ابن دحية " كتاب المولد " فأعطاه ألف دينار . وكان متواضعًا ، خيِّرًا سنّيًا ، يحبّ الفقهاء والمحدّثين ، وربما أعطى الشعراء ، وما نُقل أنه انهزم في حرب ، وقد ذكر هذا وأمثاله ابن خلكان واعتذر من التقصير ".
قال الوهابي: كيف تفتري على الذهبي هذا الافتراء ، الذهبي لم يقل ذلك !!
قال المسلم : بلى ، الذهبي قال ذلك ، وهاك كتابه الذي طبعته مؤسسة الرسالة ، فهو يذكر ذلك في الصحيفتين 335 و 336 في الجزء الثاني والعشرين ، انظر واقرأ .
الوهابي : ... ( ينظر ويقرأ وينصدم ) .
قال المسلم : وماذا تقول في ابن كثير ، وهل تأخذ بكلامه ؟
قال الوهابي : ابن كثير .. نعم بالتأكيد ءاخذ بكلامه .
قال المسلم : هو أيضًا مدح الملك المظفر وعمله للمولد في كتابه " البداية والنهاية " فقال : " الملك المظفر أبو سعيد كوكبري أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك والأمجاد ، له ءاثار حسنة ... وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً ، وكان مع ذلك شهمًا شجاعًا فاتكًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه . وقد صنّف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدًا في المولد النبوي سماه " التنوير في مولد البشير النذير " فأجازه على ذلك بألف دينار ... محمود السيرة والسريرة ... وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء .
قال الوهابي : ابن كثير لا يقول ذلك ، هذا افتراء على الإمام ابن كثير .
قال المسلم : خذ وانظر إلى الجزء الثالث عشر من كتابه الذي طبع سنة 1966 على نفقة مكتبة المعارف ببيروت ومكتبة النصر بالرياض ، في الصحيفتين 136 و 137 .
قال الوهابي : أرني الكتاب .. ( وينظر إلى الكتاب دون أن يتفوه بكلمة ) .
قال المسلم : ماذا حصل ؟
قال الوهابي : لا لا ، أنا لا ءاخذ بابن كثير .
قال المسلم : كيف هذا ؟ قبل قليل قلت أنك تأخذ بكلامه . ما هذا التذبذب ؟
الوهابي : ( سكوت مطبق .. واحمرار في العينين ) .
المسلم : إن كنت تصرّ على حكمك ومذهبك هذا الذي هو من فساد محمد بن عبد الوهاب ، فهل تعلم ماذا قال ابن تيمية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ؟
قال الوهابي : وصلنا ، ابن تيمية هو إمامنا وكلامه في المولد صائب ، وءاخذ بكلامه .
قال المسلم : هكذا ؟!!! اسمع ماذا قال ابن تيمية ، قال ابن تيمية : " فتعظيم المولد واتخاذه موسمًا قد يفعله بعض الناس ، ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده ، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وءاله وسلم .
قال الوهابي : لا ... لا ... ابن تيمية لا يقول مثل هذا الكلام .. أنت تفتري عليه .. لو قال هذا لتعارض مع كلام محمد بن عبد الوهاب ولكفّر الواحد منهما الآخر !!!
قال المسلم : خذ وانظر إلى كتاب ابن تيمية المسمى : " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " بتحقيق محمد حامد الفقى المسمى رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية ، الناشر دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان ، صحيفة 297 .
قال الوهابي : ماذا ؟؟؟؟؟!!!!!! ، أرني !!!!!! أرني !!!!!! ( ينظر إلى الكتاب ويتمتم بكلام فيه سبّ مع احمرار شديد في الوجه والعينين ) .
قال المسلم : إياك والكلام البذيء .
يمضي الوهابي منهزمًا وهو يقول : أنا لا أسبّك وإنما أقول لعنة الله على ابن تيمية .. لعنة الله على ابن تيمية