منتدى الأشعرية في التحذير من الوهابية
اهلا وسهلا بكم في منتدى الأشعري في التحذير من الوهابية....رجاء التسجيل او الدخول...نرحب بكم

رجاء الصلاة على النبي

وشكراً
منتدى الأشعرية في التحذير من الوهابية
اهلا وسهلا بكم في منتدى الأشعري في التحذير من الوهابية....رجاء التسجيل او الدخول...نرحب بكم

رجاء الصلاة على النبي

وشكراً
منتدى الأشعرية في التحذير من الوهابية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تحذير الامة الاسلامية من هذه الفرقة الضالة(الوهابية).
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بكم في منتدى الأشعرية في التحذير من الوهابية...نتشرف بكم في وضع مواضيع لخدمة الأسلام والمسلمين وبارك الله فيكم

 

 الكتاب يا اهلنا السنة استيقظوا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأشعري الصغير
Admin
الأشعري الصغير


عدد المساهمات : 177
تاريخ التسجيل : 05/03/2011

الكتاب يا اهلنا السنة استيقظوا Empty
مُساهمةموضوع: الكتاب يا اهلنا السنة استيقظوا   الكتاب يا اهلنا السنة استيقظوا Icon_minitimeالجمعة مارس 11, 2011 2:09 am

كتاب يا أهلَنا السُنَّة استيقظوا
عملاً بنصائح شيخنا الشيخ أحمد القادري الشافعي
أهدي المسلمين السُّنة كتبي كلها وكتابي
يا أهلنا السُّنة استيقظوا
مبيناً مكانة علماء السنة وأهمية آداب الاستنباط من القرآن والحديث
دعوة للوسطية
دعوة للرحمة والإخلاص
دعوة للاعتدال والسماحة
دعوة للآداب
دعوة للورع وللسنة
دعوة لحسن الظن
لا للجهل والفتن
لا للجمود والتطرف
لا للأفكار الهدامة
لا لإرهاب المسلمين باسم الدين
لا للفكر التكفيري
لا للامذهبية والتعصب
نعم للعلماء الربانيين
لا إكراه في الدين
بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيْمِ , والحمدُ للهِ ربِّ العَالمينَ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على النبيِّ الكريمِ سيِّدنا محمَّدٍ و عَلى آلهِ وأصحابهِ أجمعينَ ، ومَن تبِعَهم بوفاءٍ وأدبٍ وإحسانٍ إلى يومِ الدينِ .

أمَّا بعدُ فيا أيها المسلمونَ تنبَّهُوا وأبصِرُوا الطَّرِيقَ بتلاوةِ القرآنِ وبتدبُّرهِ حقَّ التدبُّرِ واعلمُوا قَدرَ العلماء العامِلينَ بِعلمِهِم والأولياءِ السَّالمينَ من الدَّعوَى ، وتعلَّموا الكتابَ والحكمةَ ، ثم كللوا ذلك بتهذيب النفوس فالمفلحُ من زكَّاهَا والخائبُ من دسَّاها .

يقولُ ربُّنَا تباركَ وتَعالَى : (( هوَ الَّذي بعثَ في الأمِّيِّينَ رَسُولاً منهُم يتلُوا عَليهِم آيَاتهِ ويُزكِّيهِم ويُعلمُهُمُ الكتابَ والحِكمَةَ وإن كانُوا مِن قَبلُ لَفِي ضَلالٍ مُبينٍ )) فَلو شَاءَ اللهُ لأنزلَ القُرآنَ مِنَ السَّماءِ مُبيَّناً ومُفسَّراً ومُعجِزاً وفِيهِ الأمرُ لِجمِيعِ الخَلقِ باتِّباعهِ والعَمَلِ بهِ ، دون أن يرسلَ رسُولاً من بني البَشَرِ ، ولكن اقتضتْ حكمةُ اللهِ أن يُنَزِّلَ القُرآنَ عَلَى قَلبِ النَبيِّ سيدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم ليتلوَ على الناس آياتِ ربِّهمْ حقَّ التلاوةِ ، وليعلمَهُم الطريقةَ المثلَى لِكيفِيَّةِ التخلُّقِ بأخلاقِ القرآنِ والعَملِ بهِ ، ولِيكونَ مربِّياً مزكِّياً مهذِّباً لنفوسِ أصحابهِ مُسترشِداً بِنورِ اللهِ ، وليكونَ حجَّةً على العالمينَ بأنَّ مَا فرضهُ اللهُ على عِبادهِ ليسَ فَوقَ حدودِ طاقتِهم بَدليلِ قيامِ النَبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِما أمرَهُ ربُّهُ من التكاليفِ الشَّرعيةِ دونَ أي حرجٍ مَعَ كونِهِ مِن بَني البَشرِ .
وكَانَ الصَّحابةُ والتَّابعونَ وخُلفَاؤهُم الراشدونَ مِنَ الأئِمَّةِ العلماءِ همُ الَّذينَ وَرثُوا النَبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم فِي أداءِ هذهِ المهِمَّة السَّامِيَةِ .
ولتبيان مكانة العلماء الثقات ووراثهم وإجماعهم والترهيب من إساءة الظن بهم أو الطعن بهم والترغيب والدعوة لضرورة أخذ العلم عنهم واقتباس أنوارهم .

أذكر مسائل مهمة وفروعاً لا بدَّ من معرفتها .

المسألة الأولى : أنَّ اللهَ جَلَّ جَلالهُ سَنَّ سُنناً وأسَباباً اقتَضتهَا حكمَتُهِ ومِنهَا أنَّ هِدَايةَ عِبادهِ إليهِ ليسَ بَواسِطةِ القُرآنِ فَقَط بَل أيضَاً بِواسِطةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ومِن بَعدهِ الخُلفاء الرَّاشدينَ إلى يَومِ الدِّينِ بِمَا يُمِدُّهُم اللهُ مِن نُورٍ يَمشُونَ بهِ في الناسِ ، وهَذهِ الهِدَايةُ غَيرُ مُنافِيةٍ للتَّوحِيدِ وتُسَمَّى هِدَايَةُ الدِّلالةِ وقَد نَسبَهَا اللهُ إلى نبيِّهِ بقولهِ : ((وإنَّكَ لتهدِي إلى صِرَاطٍ مُستَقِيْمٍ )) ، أمَّا خَلقُ القُدْرَةِ فِي العَبدِ عَلى الطَّاعَةِ فتُسَمَّى هِدايةُ الْمَعونةِ ولا تُنسَبُ إلا للهِ الوَاحِدِ الأحَدِ وفِيها قَالَ اللهُ :
(( إنَّكَ لا تَهدِيْ مَن أحبَبْتَ ولِكِنَّ اللهَ يَهدِي مَن يَشَاءُ ))
فالمسلمُ عندمَا يقولُ (( الأنبياءُ وورّاثُهُم العُلماءُ يَهدونَنَا ويُرشِدونَنا ويُغيثُونَا بإرشَاداتِهم مِن النَّارِ بإذنِ اللهِ )) فهوَ من قَبِيْلِ نِسبَةِ المسَبَّبِ إلى سَبَبِهِ وقَد كَثُرَ ذِكرُ ذَلِكَ فِي القرآنِ كَقَولِهِ تَعَالَى : (( أنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأحيَا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِهَا )) فنَسَبَ اللهُ الإحيَاءَ إلى المطرِ وسمَّاهُ غَيثَاً فِيْ آيَةٍ أُخرَى مَجَازَاً مَع أنَّ اللهَ فِي الحقِيقَةِ هُوَ الْمُحيِي وهُوَ الْمُغِيْثُ وهوَ الغَنِيُّ عَنِ الأسبَابِ وهوَ مُسبِّبُ الأسبَابِ لِكِنِ اقتَضَتْ حِكمَتُهُ بِذلِكَ ولا يُسألُ عَمَّا يَفعَلُ وهُم يُسألُونَ ، فَمَن فَهِمَ هَذا لا يَتَعَارَضُ عِندَهُ قَولُ اللهِ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (( وإنَّكَ لَتَهدِي إلَى صِرَاطٍ مُستَقِيْمٍ )) وقولُهُ ((إنكَ لا تَهدِيْ مَنْ أَحبَبْتَ ولَكِنَّ اللهَ يَهْدِيْ مَن يَشَاءُ)) .

المسألة الثانية : يَجِبُ أنْ نَعلَمَ أنَّ الدِّينَ بِكَمَالِهِ لا بد من تعلمه وفهمه والتأدب بآدابه على أيدي علماء السنة العاملين بعلمهم والأئمة السابقين المجمع على إمامتهم ولَا يُؤخَذُ مِنَ الكُتُبِ فَحَسْب كَمَا ظَنَّ بَعضُ الجاهلينَ بِحَقِيقَةِ هَذا الدِّينِ فَقَالُوا كَلِمَاتِ حَقٍّ مُزِجَت بِالبَاطِل :
فقالوا ((وأوحوا بهذه المعاني)) ما لَنَا ومالِ عُلَمَاءِ الدِّينِ فكلُّهم بَشرٌ ضعيفٌ غيرُ مَعصُومٍ يُخطِئُ ويُصِيْبُ ويُؤخَذُ مِنهُ ويُرَدُّ
إذاً يَكفِينَا مَا جَاءَ فِي القُرآنِ وكُتُبِ السُّنَّةِ ومَا لَنَا ومَالِ الأئِمَّةِ العُلمَاءِ -رضوانُ اللهِ عَلَيهِم- وعُلومِهِم ومَدارسِهِم وشُروطِهِمُ الصَّعبَة وطُرقِهِم وسُنَنِهِم التِي سنُّوهَا في الإسلام ((متناسين حديث من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها )) والتي لَم يَرِدْنَا أنَّ النَبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وسَلم سَنَّها لأهلِ زمَانِهِ ولا صَحَابَتهُ رِضوَانُ اللهِ عَلِيْهِم أجمَعِينَ ، إذاً مَالَنا ولَهُم ومَا سنُّوهُ لأهلِ زمَانِهِم فَكلُّّّّّ محدثةٍ بِدعةٌ وكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالةٌ وكلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ فإذاً كُلُّ هَؤلاءِ المبتَدِعةِ على ضَلالٍ مهما كَانُوا عَالِمِيْنَ رَاشِدِيْنَ مُتَّقِينَ ولا يَجب اتباع سُننِهِم مهما كانت حسنةً ((ما دامت في الإسلام والدين )) لأنا لم نقرأ أو نسمَع أنَّ النبيَّ فعلها ولا صحابتهُ .
وإن شيخنا رسولُ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم وكفى .
حتى انتهى بعضهم إلى أن قال لا يجبُ علينا الأخد مِن أقوالهم وفَتَاواهم شيئاً لأنه يكفينَا قولُ الرسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم وفعلهُ وسنَّتهُ دونَ قولهم وفعلهم وسنَنَهم بل يكفينا أن نتوجَّهَ إلى المكاتِبِ لنقرأ القرآنَ وكتبَ السنَّةِ وممكن أيضاً كتُب الشيخ ابن تيمية وأيضاً أن ندرس فقط عند العلماءِ الْجُددِ الذين سارُوا على هذا النَهج وينتهي الواجب عند هذا ،وفي هذا ما لا يخفى من الطعن بمصداقية أكابر علماء السنة وسننهم الحسنة وحسن إتباعهم للرسول واقتفائهم لأثره صلى الله عليه وسلم .
والمشكلةُ تكمنُ في كون هذهِ الأفكار بهذه الطريقة قَد جَنَّدَ لها بعض أصحابِها الكثير لنشرها أو الإشارةِ إلى بعضِ مضامِينِهَا دُونَ استثناءٍ من بعضهم أو توضيح أو تفصيل حتَّى ، ولم يبقَ بيتُ مسلمٍ في العالم إلا وأعلموه بآرائِهم ومكتشفاتِهم التي غابت عن الجمهور من العلماء السابقين بظنِّهم والمشكلةُ الأكبرُ كونُ أكثرِ هؤلاءِ القوم من أبنائنا وأهلنا السُّنة ويريدونَ بصِدقٍ خدمةَ هَذا الدَّين ، ولكن جُنِّدوا من حيثُ لا يعلمونَ ليكونوا بِجهلِهِم سَيفاً مسلولاً يخرَّب الدِّين ويضربُ القرآنَ بالسنَّة ويفرِّق الأمَّة ويُحرّش الدُّنيَا بأسرها على العلماء سُوى عُلمائهم الجُدد الذينَ أوصلتهم السِّياسَاتُ التي ائتمنتهم وأحسنت الظن بهم ليتربَّعوا على عرشِ الإفتاءِ والقضاءِ في أكثرِ الأماكن حساسيَّةً في بلاد المسلمين فطمَسوا كثيراً من معَالِمِ الدِّين الحقيقيةِ وأعطَاهُ بَعضُهُم صورةَ الشِّدةِ والقَسوةِ وإرهابَ المسلمين قبلَ الكافرينِ وتخلصوا بمنتهى الشدة من كل من لم يوافقهم من العلماء
ابتداءً بالسب السوقي وانتهاءً من بعضهم بالقتل ونقلوا الدين من صدور العلماء إلى سُطورِ الكتب ليَسهُل عليهم أن يفهموهُ كيفما أرادوا ويصبحوا مفتِينَ ومجتَهدينِ دون سنن العلماء وشروطهم الكثيرة وآدابِهم العريضة وطرقِهِم المعقدة ،
وإن كثيراً من أتباعهم ألَّف المئات من الكتب بملايين النسخ تناولوا مِن خِلالها معظم أئمة السُّنة بالردود الجاهلة عليهم أو النيلِ منهُم بشكلٍ مستورٍ وبأقبحِ العبارات التي ربما لم تأت أمَّةٌ في التاريخ فتتكلم بمثل هذه العبارات السُّوقية الدنيَّة ، وكان سلاحهُم في ذلك طرُقٌ شتَّى متعددة من أهمها :
أن كثيراً من الأئمة والعلماء فُهِم عنهم مغالطات ودُسَّ عليهم كلماتٍ كبرى من الباطل هم منها براء كالإمام الشعراني والشيخ ابن عربي وابن تيمية والإمام أبي حنيفة وهذه المغالطات و الدسائس مكشوفةٌٌ عِندَ عُلمَاءِ السُنَّة معلومةٌ في صدورِ العلماءِ لكن هناك من يتتبَّع هذه الأشياء التي دسّها عليهم الزنادقة والحسَدَة والمجسمة وكل ما أشكل عليهم ويقَعُون مباشرة في هؤلاء العلماء ويلعنونهم دون تحقيق وكأنّ لحومهم مباحة ودماءهم رخيصة ،
ولنضرب مثالاً : مَاذا سيكونُ جواب كل من لعنَ الشيخ الشعراني رحمه الله من خلال كلامٍ مدسوسٍ عليه وهم لم يعلموا يقيناً أربعة أشياء :
أولاً : أن يثبت بالضرورة والتواتر صحةُ نقلِ الكلام إلى الشيخ أو عليه من أحد العلماء .
ثانياً : أن تكون عبارةُ الشيخ محكَمَةٌ تماماً تدلُّ على الكفر دون أدنى شكٍّ وأن يَعلم ذلكَ فُحولُ اللغة وليسَ أنصافُ العلماء وخصوصاً أن علماء السَّنة أكثروا من الفنون اللغوية البلاغية والمجازية والرَّمزية وكانوا بُحوراً في فهم اللغة لأجل تدبُّرِ القرآن اللامتناهي في إعجازهِ اللغويِّ والآسِرِ ببديعِ بيانِ عبَاراتهِ وجَزَالةِ ألفاظِهِ وكثرةِ أمثالهِ واستعاراتِهِ ومجازاتهِ ، فمثلاً اللهُ يقولُ (( إنَّ الذين يبايعونَكَ إنَّمَا يبايِعونُ الله )) ومثلهُ مثلاً قَولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ )) والمقصَدُ معلومٌ سهلُ عند العرب الفُصحاءِ وهي عباراتٌ بلاغية متشابهة تفهم على ضوء محكَمَاتِ القرآن والقرائن ِاللغوية السابقة واللاحقة ولا يقصدُ بها المعنى الظاهِرُ المجرد كنسبةُ الألوهية للنبيّ المصطفى بل هو عبد الله ورسولهُ صلى الله عليه وسلم ، أما الحديث الشريف لا يجوز كذلكَ أن يُفهَم منه الكفرُ المبين وهو الاتحادُ أو حلول الله في أوليائه تعالى الله علواً كبيراً ولا يقول أي عاقلٍ بذلكَ ولا المجنونُ حتى ، بل نشهدُ في الآية والحديث بوضوحٍ عنايةَ اللهِ بأوليائِه ونصرتَه وتأييدَه لهم ، والقرآنُ والحديثُ مقدَّسان عند المسلمين ليسا محلاً للنقد .
أما إذا تكلم أحد العلماء بعبارةٍ مجازيةٍ متشابهة ربما لا تصل لخمسةٍ بالمائة من الفصاحة والمجاز والتعابيرِ التي وردت في الآية أو الحديث يأتي المغرضون الجاهلون ويفهمون الكلام بأقبح فهم وينسبونهُ زوراً لهؤلاء العلماء مستغلين كون أكثر المسلمين ليسوا لُغويين أو عرب حتى ، والمعنى الظاهر قد يحتمل ، ولا حَلَّ لدرئِهم عنا إلا أن نلغِ أكثر لغات العرب وفنون اللغة التي استخدمها القرآن ونُلغِ العلوم الخاصة بعلماء اللغة ونترك غلاتهم يلعنون جميع علماء السنة السابقين (رضوان الله عليهم)) ونكتفي ببعضِ الكلمات العربية شديدة الوضوح ، وهذا محال .

ثالثاً : أن يثبت بالتواتر و باليقين أيضاً أن الشيخ العالم قصد المعنى الباطل من كلامهِ دون ما سواهُ من المعاني .
رابعاً : أن يثبت بالتواتر وبعلم اليقين أيضاً أن الشيخ نفسهُ لم يتب أبداً عن هذا القَصد البَاطل وأن الشيخ بقي على ذلكَ حتى زمن حضور وفاتهِ ومن منا حضره ذلك بتمامه بكمالهِ .

وهذهِ رسالة لأهلنا المسلمين الذين يخوضون في هذا الباب خشية أن يوقعوا أنفسهم في الكفر وهم لا يعلمون لأنَّ الألوفَ المؤلفة من الأئمة والشيوخِ الذين لعنهم أدعياء السُّنة إن ثبتَ نقصُ شرطٍ واحدٍ من هذهِ الشروط الأربعة بأحدهم فقد خاطروا وعرضوا أنفسهم لغضب الله وللكفرِ ،(لأن هذا قذف) وخصوصاً لأنَّ جُلَّ من تُكُلِّمَ فيه أثبتَ جمهور علماء السُّنة السابقين براءَتَه مما نُسب إليه ، ولأن النبيَّ صلى الله عليهِ وسلَّم نبَّه من التكفير تنبيهاً عظيماً شديداً فقال : (إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا) والحديث متفقٌ على صحته ولهُ الروايات الكثيرة جداً ، فلينتبه أهل الإسلام إلى ذلكَ وليكونوا جسداً واحداً النَّاجي يأخذُ بيدِ الهالك وإذا رأى المؤمنُ جِدارَ أخيهِ المؤمن يريدُ أن ينقضَّ فَلْيُقِمهُ لهُ وليَستُرهُ لكيلا يُكفَرَ اللهُ في أرضِهِ ، وأذكر المسلمين بما قاله القائل :
ما قلتَ أنتَ ولا سمعتُ أنا هذا كلامٌ لا يليقُ بنا
إنَّ الكرامَ إذا صحبتهمُ ستروا القبيحَ وأظهروا الْحَسنا
لا أن يتتبعوا أيَّ كلامٍ موهمٍ ليفضحوا عورةَ أخيهم ((والانترنت مملوء بهذا )) إما لأنهُ لم يسر على نهجهم أولم يدرس في مدرستهم أو غير ذلك ، بل المطلوب منهم هو إيضاح الكلام الباطل بأن من قاله بِهذه الطريقة على هذهِ النيَّة وقصد هذا المعنى دون غيره و من فعل هذا الفعل بهذه النية على هذهِ الصورة فهو آثم متلبسٌ بالباطل ، وأن يحسنوا الظن بالمسلمين ، لأن الذي يتورعُ في أحكامهِ يحفظ دينهُ ودنياهُ وآخرتهُ .


فليفهم المسلمون هذا وليحذروا أيضاً من القصص التاريخية الكثيرة التي تَستهدِف صحابة النبيَّ الكرام والتي تُسوَّقُ ويُروَّجُ لها بشكلٍ هائلٍ لإحداثِ الفُرقةِ والفتنةِ والمقتلة أيضاً بين المسلمين ، وإنَّ هذه القصص التي لم يثبُت صحَّتها وتعتمد على حقيقةِ مَا حَصَل من سوء تفاهمٍ غيرِ مقصودٍ وغيرِ متعمّد بين الصحابة والتي تنقلُ الزورَ والبهتانَ على الصحابةِ أو أحدِهم رضوان الله عليهم أجمعين رغمَ عِظمِ قدرِهم وهم الذينَ وردَ مَدحُهم في المئات من الآيات والأحاديث الصحيحة وحذَّرنا النبيُّ من أن ننالَ من أحدٍ منهم كما في الحديث المتفق على صحته بقوله صلى الله عليهِ وسلَّم :
(( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ ))

المسألة الثالثة : ومنها أهميّة الصحبة الكاملة للنبي صلى الله عليه وسلم أو لمن صحب من صحب النبي أو لمن صحب من صحب من صحب النبيّ وهكذا بالسند المتصل إلى يومنا هذا ، أي أهمية صحبة العلماء الوارثين للوصول إلى كمالِ فهمِ الدين والعمل به ،
وعدمِ الاكتفاء بالكتب والمكاتب كما فعل بعض كبار أئمة أدعياء السُّنَّةِ الذينَ اكتفى بعضهم بأخذ العلم عن الصحف والورق أو نقلَ ولو لمرّة واحدة عن الشيوخ الذين فعلوا ذلكَ وهم يُسمَّونَ عندَ العلماءِ المحدِّثينَ بالصحفِّيين والورَّاقين ولا عبرة بعلمهم ، فليلاحظ هذا السادة العلماء الذين يفهمون كلامي ولينبهوا الناس على هذا الأمر وخطورته حيث إن بعض العلماء فعلوا هذا الفعلة الخبيثة وتلقاهم أدعياء السلف بالترحاب وأمدوهم بالمال الكافي لنشر ضلالاتهم في كل مكان ولو على حساب سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقد أشار النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أهميّة صحبته وصحبة أصحابهِ وهكذا بقولهِ : (( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ فَيُقَالُ لَهُمْ هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ نَعَمْ فَيُفْتَحُ لَهُمْ )) ببركة هؤلاء الصالحين ((والبركة هي الزيادة التي يخلقها الله ويجعلها في الأزمنة والأمكنة والأشخاص )) .
واتلوا إن شئتم ((وجعلني مباركاً أينما كنت ))
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلّم مكانةَ العلماء وضرورتهم قائلاً : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ )) وهم هؤلاء الذين يفتُون بجهلهم وبرأيهم وفهمهم القاصر لآيات الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نعوذ بالله من الغرور .

وقد قال الله تعالى مبيناً أهمية العلماء داعياً للانتفاع بهم :
(( فاسألوا أهل الذكرِ إن كنتم لا تعلمون )) هم أهل العلم والقرآن أهل الله وخاصتهُ الذين فهموا القرآن حق الفهم وتخلقوا به (( بل هوَ آياتٌ بيِّناتٌ في صدورِ الذينَ أوتوا العلم )) ....
المسألة الرابعة : في زمننا الحاضر ظهرت كثير من الدعوات الهدامة اللامذهبية التكفيرية التي تعتقد أنه ضل كل العلماء أو معظمهم من عهد التابعين إلى زماننا حتى جاء شيوخهم وجماعاتهم فردوا الناس إلى الإسلام كبراً وغروراً من عند أنفسهم ...

لكن الخطورة ظهرت عندما وصل بعضهم إلى المال الوفير وصاروا يملكون الإذاعات التي استطاعوا من خلال تسترهم بالورع والحديث أن يحرضوا العوام على علماء السنة من غير جماعتهم .

المسألة الخامسة: توضيح مكانة علماء السنة السابقين ومن تبعهم بإحسان واجتماعهم على الحق :
إن من يدرس تاريخ الحرمين والأزهر وجميع مدارس الإسلام يعلم يقيناً أنَّ علماء الحرمين والأزهر السابقين لأكثر من ألف سنة رضوان الله عليهم كانوا يوجبون أخذ الفتوى من أحد الأئمة المعتبرين الذين نقلت فتاواهم بالتواتر واليقين وأوجبوا إتباع أحدَ الأئمة الأربعة وهم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وخلفاءَهم ومدارسهم التي انضمَّ إليها جميع مسلمي السنّة وأئمتهم بعد اندراس المذاهب الأخرى ، وذلك لكي لا تؤخذ الفتوى من العلماء الجاهلين الذين لم يعرفوا قواعد الاستنباط من القرآن والسنّة ولم يحققوا شروط الاجتهاد ودرجات العدالة والأمانة المعتبرة ولأن ذلكَ يؤدي إلى تخريب الدين والعبث فيهِ وتضييعه .

وكان أيضاً جميع شيوخ الحرمين والأزهر وعلماء الإسلام السنَّة الفقهاء والمحدثين والأصوليين على منهج مدارس السّادة الأشاعرة والماتريدية والحنفية والشافعية والحنبلية والمالكية في العقيدة .

وكان جلُّ علماء الحرم والأزهر من شيوخ الصوفية السُّنية وأئمتهم و خصوصاً في عهد الأيوبيين وبعدهم المماليك وأيضاً في زمن العثمانيين ، الذين كان لهم الدور الأكبر في حماية الدين من الهجمات الكثيرة كهجمات المغول والصليبيين وغيرهم الكثير، وكان للسلطان الفاتح صلاح الدين الأيوبي القادري فضلٌ كبير حيث جمع شتات المسلمين وسبَّب إخراج شيوخ الفاطميين من إمامة الحرمين عن طريق نشر التصوف السُّني وإيجاب اتباع إحدى مدارس الأئمة الأربعة والمذهب الأشعري السنّي السلفي في العقيدة وكذلك سار على هذا الدرب العثمانيون أهل الأدب الذين أجلّوا العرب والإسلام ونصروا أهل السنة نصراً عظيماً .
((ومن أراد المراجعة لهذه الحقائق التي لا مفر منها فليراجع الكتب القديمة وكتب التاريخ وتراجم العلماء وسيعلم أن جميع العلماء وجلُّهم من هذه المدارس الكبرى التي أصبحت في زماننا مستهدفة ونهباً لمن هب ودب من كثير من أدعياء السلف)) ((لكن من أشراط الساعة المشهورة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها )) ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

والحق يرغمنا أن نقولهُ وهو أن اجتماع علماء السنة من القرون الأولى وعلى مدار التاريخ على ذلك النهج الذي ذكرت لا يستهان به ويرد بقوة الفكرة القائلة بأنَّ نور الإسلام انطفئ حتى جاء شيخٌ مغرور في الهند أو السند أو في نجد أو مصر فخرج من مكتبته معلناً ما أعلنه العلماء السابقين منتسباً إليهم حيناً ليجذب الناس إليه ومتبرِّءاً منهم حيناً آخر ليصد الناس عنهم ، ومدعياً طريقة إصلاحٍ عظيمة تأخذ صورة التمسك بالحق ورد الباطل .

المسألة السادسة : إن أي دعوة إصلاح ينقصها أركان كثيرة جداً وعلامات لا بد منها لاكتمالها ولتكون دعوة إصلاح بحق :
ومن أهمها احترام العلماء السابقين الذين سبقونا بالإيمان والاقتباس من نورهم والتقيد بشروطهم التي اشترطوها لحفظ الدين والتمسك بالضوابط والقواعد العظيمة التي وضعها الصحابة والعلماء في كيفية استنباط الأحكام الشرعية من القرآن والسنة وغير ذلك ، لأن وجود هذهِ النقائص يؤدي إلى تشتت دعوة الإصلاح هذه وضياع همم أصحابِها ونحن نحتاج إليهم ليعينونا ونكون يداً واحدةً لنصرةِ هذا الدين وليس العكس .
ولإيضاح بعض ما قلت أذكِّر بأن العلماء السابقين رضوان الله عليهم تعلموا الكتاب والحكمة وتلاوة القرآن وهذبوا نفوسهم على أيدي أكابر العلماء الربانيين بالسند الصحيح حتى الصحابة ، وورثوا الدين بالتقوى والخشوع وتخلّقوا بأخلاقِ الأنبياء وفهموا حقائق الرسالة وأنها رسالة رحمةٍ للعالمين ،
هذا وإن علماء السنة السابقين أيضاً اشترطوا شروطاً كثيرة ليحفظوا القرآن والسنة من العبث بهما لأن من شذّ عنها ونادى بالقرآن والسنة دون تطبيق هذه الشروط وتأكيدها يقع بالضلال والإضلال ويتناقض في فهم القرآن والسنة و يضيع في لجج العلم بسبب عدم ارتكازه على الأساسيات الواضحة التي سنّها وبيّنها الصحابة ووراثهم من خلال فهمهم الذوقي العميق لمقاصد الآيات والأحاديث .
المسألة السابعة : لقد أكد النبي على أنه لن تجتمع أمته على ضلالة وأنَّ الحقَّ مع جماهير المسلمين وجماعتهم ونبّه تنبيهاً عظيماً من أن يفارق المسلم جماعة المسلمين وإمامهم فقال كما روى الإمام الترمذي والحاكم في مستدركهِ قولهُ صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَجْمَعُ أُمَّتِي أَوْ قَالَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَيَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ وَمَنْ شَذَّ شَذَّ إِلَى النَّارِ )) وهذا الحديث رواه كثير من أئمة الحديث ورويت الكثير من الأحاديث الأخرى وكلُّها تؤكد على فضل الجماعة أذكر بعضها
ما رواه الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله قال (( ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمُنَاصَحَةُ أُولِي الْأَمْرِ وَلُزُومُ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ ))

وروى الإمام مسلم في صحيحه بَاباً كاملاً سمَّاهُ (( وُجُوبُ مُلَازَمَةِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ عِنْدَ ظُهُورِ الْفِتَنِ وَفِي كُلِّ حَالٍ وَتَحْرِيمِ الْخُرُوجِ عَلَى الطَّاعَةِ وَمُفَارَقَةِ الْجَمَاعَةِ ))

وروى الإمام ابن حبان في صحيحه أن رسول الله قال « من نزع يداً من طاعة لم تكن له حجة يوم القيامة ، ومن مات مفارق الجماعة ، فإنه يموت موتةَ الجاهلية »

وقوله صلى الله عليهِ وسلَّم : (( من أراد منكم بحبوحةَ الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ))
وروى ابن ماجة في باب السواد الأعظم عن أَنَسَ بْنِ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ فَإِذَا رَأَيْتُمْ اخْتِلَافًا فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ ))

نعوذ بالله من أن نكون ممن ترك دينهُ وفارق الجماعة ونسأل الله أن يوفقنا ويعيننا ويمدنا للدفاع عن جماهير علماء المسلمين لأن كثرة ما ورد من جراءة على السواد الأعظم من المسلمين لا يمكن أن يسكت عنها من أهل العلم وإن كان أكثرهم لا يملك المال ليوصل كلمتهُ كما ملكها غيره ولكن ينجح ذلكَ إن تكاتف جميع العلماء بأكثر ما يملكون لإيضاح حقيقة الدين الإسلامي وهم مطالبون بإظهار علمهم في هذا الزمان وتبيين منزلة الدين وعلمائه السابقين عليهم رحمة ربّي وفداهم أبي وأمي فهم الذين أفنوا أعمارهم خدمة للدين وحملوا لنا القرآن والأحاديث وحفظوا محجَّة الإسلام بيضاء نقية حتى طلع علينا بداية القرن العشرين عند ذلكَ تجلت المحن والخطوب من كلِّ حدبٍ وصوب وفشا لعنهم أو التعريض بهم وأكثر من ذلكَ اتهامهم وقذفهم في دينهم وعقيدتهم ، لماذا كل هذا السّب للسابقين أليس الله يقول
( وهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان) .

المسالة الثامنة : إننا نلاحظ في وقتنا هذا وكأن الخلاف في العقيدة وصناعتهُ أصبح مسألة بسيطة مسلِّية وليس جريمةً وكأنهُ اختلافٌ في فروع الشريعة لا يفسد للود قضية ،
لا سيَّما أن صناعة هذه القضايا الخلافية تشوش الداخلين الجدد إلى الإسلام وتشتت أهلنا المسلمين الذين هم بسطاء يكفيهم آياتُ الله الواضحة وقطعيّ الحديث السهل .

أما التبحر في مسائل العقيدة فإن العلماء كانوا يقرؤون القضايا الخلافية والعقدية الصعبة في قعور بيوتهم وفيما بينهم لكيلا يسمعهم أحد من الناس البسطاء ،
وحتى أنك لو ذهبت في نهاية القرن الثالث عشر الهجري إلى أي مدرسة في العالم لرأيت بأن نفس الكتب أو المناهج أو الأفكار كانت تدرّس في جميع مدارس السُّنة في العالم وحتى الآن تقريباً إلا أنهُ ظهرت الطائفة اللامذهبية التكفيريية والتي شقت جماعة المسلمين وأضافت وفق أهواء زعمائها وغيَّرت في الكتب والمناهج في الفقه وفي العقيدة وفي التصوف وأقصد بالتصوف علم الإحسان وأقصد بالعقيدة علم الإيمان وأقصد بالفقه علم الإسلام كما اصطلح على ذلكَ جماهير علماء الإسلام السابقين .

المسألة التاسعة :
إيضاحاً لبعض ما أشكل على العلماء السابقين وتأكيداً لمنزلتهم الرفيعة وخدماتهم الجليلة للدين ،
أذكر بعضاً من آداب العلماء وشروطهم وسننهم الحسنة التي سنوها لإحياء وتجديد الدين وحفظه من أن تطاله أيدي الجهلاء والعابثين ، واستأنس بما رواه البيهقي في سننه الكبرى وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تأويل الجاهلين وانتحال المبطلين وتحريف الغالين )) .

*نبذةٌ عن بعضِ الشروط والسنن الحسنة التي وضعها أئمة الإسلام على مدار التاريخ لإحياء مقاصد الدين ولحفظ القرآن والسنة من عبث الجاهلين وافتراءات المبطلين ورعونات الغالين :
لقد وضع العلماء الفقهاء شروطاً ورعةً لمن يجوز له الاجتهاد واستنباط الأحكام الشرعية من القرآن والسنة حتى يسمى إماماً مجتهداً وخصوصاً بعد انتشار الفتن واتساع دائرة العلوم والقضايا الجديدة .
ومن هذه الشروط أنه يجب عليه حفظ القرآن ومعرفة علومه والمكي والمدني منه والناسخ والنسوخ وأسباب النزول ومعرفة وجوه القراآت العشر ويجب عليه حفظ أحاديث النبي صلى الله عليهِ وسلم وقال بعضهم أن الحد الأدنى هو حفظ ثلاثمئة ألف حديث بأسانيدها و معرفة علوم الحديث وأصوله وعلم الرواة والطبقات والجرح والتعديل وعلم أسباب ورود الحديث والمجازات النبوية وغيرها وكلُّ ذلك أن يتعلمه على أيدي العلماء وليس في مكتبتهِ فقط ، وأيضاً يجب عليه أن يحفظ ويكون على دراية بلغات العرب وأشعارهم و معرفة المشهور من لغاتهم والقليل والنادر منها ومجازاتهم ومقاصد ألفاظهم ويجب عليه أن يفهم علم النحو والصرف وعلوم البديع والبيان والبلاغة وأن يفهم معاني الحروف والوجوه والنظائر في القرآن وغيرها وأن يفهم القواعد الشرعية والأصولية بأن يدرك ويفهم القياس والعرف وسد الذريعة والمصالح المرسلة وعلم مقاصد التشريع و المحكم والمتشابه في القرآن والعام والخاص والمطلق والمقيد والمجاز والحقيقة والكناية والظاهر والنص والصريح والمؤّول والمفسر والوجوب والتحريم والإباحة والندب والكراهة وأحكامها وأمثال ذلك من علوم الشريعة الضرورية التي يتوصل بمعرفتها إلى كمال تدبر النصوص الشرعية وفهمها ، وأيضاً أن يصحب علماء الإسلام ويتأدب ويتربى على أيدي أحدهم و أن يشهد له بالعدالة والضبط شيوخهُ وعدول الأمة الذين ثبتت عدالتهم بشهادات الصحابة أو وراثهم المعتبرين ، فيكون بذلكَ قد بلغ من الإجتهاد والتعليم ما يؤهله لاستنباط الأحكام الشرعية والترجيح وهذا الذي يجب عليهِ ويجوز لهُ أن يأخذ أحكامهُ من القرآن والسنة مباشرة دون أن يأخذ من فتاوى الفقهاء ،
ويجوز له إن غلب على ظنه اجتهاد في مسألة أن يتمسك برأيه ويقول بأدبٍ عظيم : (( قولي صواب ويحتمل الخطأ وقول غيري خطأ ويحتمل الصواب )) ، لكن لا يجوز أن يلزم الناس بإتباعه دون ما سواه من الأئمة ، وكل من ادعى الإمامة والاجتهاد كذباً أو تعصب في إحدى المسائل الخلافية الفرعية فقد نشر الفتنة وأضلَّ الناس الضلال المبين .

المسألة العاشرة :
عظيم خطورة الإفتاء بغير علم ،
لإن كل من أفتى بغير علمٍ ودراية فليتبوأ مقعده من النار لأنه تجرأ على هذا الدين العظيم وحكم عن الله رب العالمين ،
يقول ربنا تبارك وتعالى محذراً من ذلك : (( أتقولون على الله ما لا تعلمون )) وقال تعالى (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالٌ وهذا حرامٌ لتفتروا على اللهِ الكذب )) .
وقد رويت أحاديث كثيرة تنبه من ذلك منها ما رواه الإمام أحمد من مسند أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ وَمَنْ اسْتَشَارَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدٍ فَقَدْ خَانَهُ وَمَنْ أَفْتَى بِفُتْيَا غَيْرِ ثَبْتٍ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ ))
وروى الحاكم في مستدركهِ نحوهُ .
وروى الإمام أحمد قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ )) .
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول (( إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ )) ...

فليعلم المسلمون هذا وليعلموا أن كل الفتن وكل الخلاف في الدين مع التعصب والتكفير جاءنا من قبل الأدعياء الجهلاء الجدد وطوائفهم الكثيرة الذين زاغت قلوبهم من حيث لا يعلمون فلم يصبروا على آداب شيوخ الإسلام ولم يفهموهم حق الفهم ورأوا عيوب بشريتهم ولم يعجبهم شروطهم فخرجوا عنهم وأراحوا نفوسهم من هذه القيود ولاذوا بالمكتبات ونصبوا أنفسهم فقهاء ومحدثين ولغويين وأصوليين وأئمة وألَّفوا آلاف الكتب ونشروا فتاواهم وعقائدهم الجديدة بكل الوسائل ودللوا عليها من القرآن والسنة وادَّعوا أنَّهم أهل القرآن والسنَّة والجماعة مع أنهم يقيناً بدؤوا بمجموعةٍ صغيرة جداً من الناس ،
وأوهموا بآلاف العبارات المعلنة والخفيّة بأن علماء ومدارس الأحناف والشافعية والمالكية والحنابلة والأشعرية السلفية والماتريدية والصوفية المتشرّعين ((رضوان الله عليهم أجمعين )) ليسوا على القرآن والسنَّة وأنّهم هم على القرآن والسنَّة وزينوا فكرهم بكل إصلاح وهدى وتقوى وورع وجمعوا الكثير من الفضائل وانضم وتتلمذ عليهم الكثير الكثير من المسلمين البسطاء الذين كان كثير منهم صادقاً محباً لدينهِ يريد نصرة الدين ، وحاولوا جمع المسلمين عليهم دون ما سواهم ،
والبرهان الكاشف لهم أنك لو سألت ليل نهار من هم جماعة الأئمة الذين تتلمذ عليهم شيوخكم لرجعت في النهاية إلى المكتبة التي تحتوي على القرآن والسنَّة وعلى كتب من شذ من العلماء عن جماعة المسلمين ، والذين أعجبوا ببعض أفكارهم مع كون الكثير من الكتب المنسوبة لهؤلاء العلماء نُقلت بأسانيد الآحاد ولم تنقل بالتواتر اليقيني ،
ثم إن خوارج زماننا جمعوا وألفوا أفكاراً جديدة وتعصبوا لها رغم أنه لم يعرفها أحد من العلماء على مدار التاريخ وربما نسب شيء منها إلى واحدٍ من الأئمة مخالفاً للإجماع ، مدعين ومستعينين بأن ظاهِرَ القرآن والسنة يدل عليها مئة بالمائة ويدرك ذلك بسطاء الناس بأن ظاهِرَ اللفظِ لُغَةً يدلُّ عليها فلماذا لم يدركها جماهير أئمة المسلمين السنة على مدار التاريخ ولم يعملوا بها على الإطلاق .

وباستغلال فكرة المعنى الظاهر للآية والحديث دون فهم القرائن العرفية والشرعية والمجازية وغيرها ، استطاعوا من خلال ذلك إقناع عوام المسلمين وخصوصاً الأعاجم الذين تعلموا على أيديهم أحكاماً شرعية جديدة تُستنبط فقط بمجرد قراءة ظاهر آية أو ظاهر حديث ما دام صححه أئمتهم المكتبيين الصحفيين الورَّاقين ، ورغم أن أكثرهم يحبون السنة ويحترموها فلماذا يقبلون تصحيح وتضعيف من علموا كثرة غلطه وتناقضه وتجاوز أخطاءه نسبة 2% فكيف إن كانت 83% ، لماذا لا يقدموا حرمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيخهم المحبب وإن كانوا يرونه ورعاً وعالماً لأن هذا بينه وبين الله ولكن سنة النبي أعظم منه ويجب أن يحفظوها ويشترطوا أن يتعلمها على أيدي كبار العلماء الصديقين كما سار على ذلكَ أئمة الإسلام ،
فبعضهم كان له ثلاثمائة شيخ وبعضهم خمسمائة شيخ وبعضهم أكثر من ذلك ، وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف ،
هذا ولينتبه الإخوة إلى أنَّ التصحيح والتضعيف مسألة عظيمة جداً تحتاج لشروطٍ وضوابط كثيرة لأن تصحيح حديثٍ ضعيفٍ لم يصححهُ أحدٌ من الأئمة السابقين يعني ظهور حكمٍ شرعيٍّ جديد عن الله ربِّ العالمين ،
وإن تضعيف حديثٍ صحيحٍ لم يضعفه الأئمة يعني إلغاء العملِ بحكم شرعي كان يعملُ بهِ المسلمون .

المسألة الحادية عشر : مسألة التصحيح والتضعيف للحديث والآداب الضرورية لفهم القرآن والحديث :

إن الأئمة السابقين في القرون الأولى عاشوا وانجلت أمام أعينهم الحقيقة الواضحة عن الحديث النبوي وأخبار الصحابة وهم أخبر منا وأكثر تذوّقاً لعلم الرجال والجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف و كانوا مع معرفة ذلك يقرؤون الحديث الصحيح عندهم ولا يكتفون بذلك ليكون مذهبهم ،
وإن قال الإمام الشافعي للعلماء : (إذا صح الحديث فهو مذهبي) وهذا القول يوزع على العوام بالمجان دون شرحٍ أو تبيينٍ حتى ، والإمام الشافعيّ لم يقصد المعنى الظاهر دون استكمال القرائن ومنها : ألا يكون الحديثُ منسوخاً ولا مخصوصاً ولا مؤولاً ، وأضيف أنه يجب أن يعرف سبب ورود الحديث وزمنه ومكانه إن كان له سبب ورود ، وأن تعلم كل الأحاديث التي وردت عن النبي في نفس الموضوع وكذلك الآيات .
فربما يخصص ويقيد معنى الحديث بآية أو حديثٍ آخر .

*وأيضاً يجب أن يُعلم بوضوح أسباب كثيرة بالإضافة لما سبق حيث كانت سبَبَاً بيِّناً في اختلاف فهم العلماء للنصوص ، منها ما يعود إلى اللغة العربية التي هي لغة القرآن والحديث بسبب ما تتضمنه من تنوع في أساليب التعبير النحوية والبلاغية ، ومنها يتعلق بمنهج القرآن الذي يجري على نحوٍ كلّيٍ غير جزئيّ غالباً ، ومنها ما يعود إلى اختلاف المسالك العلمية في تناول النصوص .

*فمثلاً الحنفية خلافاً لغيرهم يعتبرون دلالة العام على أفراده قطعية ما لم يخصص فيعتبرون الأحاديث الصحيحة الآحاد لا تنهضُ لتكون مخصصةً لعموم القرآن ، ومثال آخر أيضاً ، فلقد اختلف الأئمة في النصوص التي تأمر بفعل شيء هل الأمر يقصد به الوجوب أم مجرد استحباب فعل الشيء ، وهل هذا الأمر الواجب يجب تنفيذه على الفور أم على التراخي وهل هذا الأمر يجب تكراره أم يكفي القيام به مرّة واحدة ، وغير ذلك من الأمثلة .
ولكن خلاف العلماء في هذهِ المسائل الفرعيةِ رحمة وتوسيع على الأمة وإثراء للجانب العلمي الفقهي ، وهذا الاختلاف جائز وفيه التيسير على الأمة ولا حرج فيه عند العلماء ولا يفرق أهل السنة عن بعضهم أبداً ،
إلا المتعصبين أو الذين لم يتربوا عند العلماء الربانيين فيبقى هؤلاء مع رعونات نفوسهم وشحنائهم وأهوائهم ولو على حساب الدين واتحاد كلمة المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .

*أما الخلاف في أصول العقيدة الأساسية أي فيما علم من الدين بالضرورة وما كان محكماً قطعي الثبوت (( أي نقل بالتواتر )) وقطعي الدلالة (أي أن الآية أو الحديث تدل على المعنى 100% ) فهو خلاف نقمة يدَمر وحدة الأمة والعياذ بالله ، وعلماء السَّنة لم يخوضوا في هذا الباب والحمد لله وحفظوا الأمة على مدار التاريخ وحدثوا الناس على قدر عقولهم حتى جاء زماننا فأتى أعداء الدين والمستعمرين ليفرقوا الأمة حتى يسهل عليهم استعبادها ونهب خيراتها فصنَّع علماءهم المستشرقين العديد من الأفكار بعد أن درسوا الإسلام بجميع تفصيلاته ودرسوا نقاط القوة والضعف في الأمة وأرسلوا مراسيلهم ليغروا بعض عملائهم في العالم الإسلامي وأمدوهم بالمال والقوة والتقنية المتطورة ومكّنوهم من الملك والمكانة الرفيعة وطلبوا منهم مقابل ذلك خدمات وعربون صداقة منها ما يتعلق بالدين وكان من أهداف المستعمرين صناعة الفرقة والفتنة بين المسلمين حتى لا تقوم لهم قائمة وأيضاً كانوا يتمنون لو محي القرآن وأزيل الحجاب وأزيلت الكعبة والروضة النبوية وأزيلت الآثار الإسلامية وآثار العلماء وعلومهم وأهم شيء عندهم كان تفريق الأمة عن العلماء وتشكيكهم بهم من خلال نشر علماء السوء وتحريك العلماء الذين ينشرون أفكاراً تخالف الإجماع وتدعو لتشويه سمعة سادتنا العلماء الذين كانوا مفخرة الأزهر والحرمين فحركوا أدعياء المذاهب وأدعياء التصوف ليسمموا قلوب المسلمين على أفضل العلماء وعلى السادة علماء الإحسان الصوفية الصادقين بسبب أن هناك من يتكلم بكلامهم ويتزيَّا بزيِّهم وهو منهم براء ، وحاولوا أيضاً أحياء أفكارٍ شاذة جداً وباطلة استخرجوها من بطون الكتب كإحياء أفكار الكرّامية المجسمة الذين قالوا أن الله
(( تنزه عن ذلك )) موجود في السماء حصراً على الحقيقة والعياذ بالله ((ونحن نعلم أن العرش والسموات لا يعدل جناح بعوضة أمام الله وعظمته والله منزه لا يفتقر لحدود المكان ولا يغير ذاته مر الزمان )) ونجد أفكار المعتزلة الذين شذوا في العقيدة عن جماعة المسلمين والخوارج الذين أدخلوا جماهير الصحابة والمسلمين بالشرك وقتلوا سيدنا علياً رضي الله عنه وكفروه ولعنوه ، وغير ذلك كثير ،
وقد جند أعداء الإسلام أيضاً عدداً لا يستهان بهُ من استخباراتهم وعملائهم ليدّعوا الإسلام ظاهراً ومن ثمَّ ليكونوا علماءً في أكثر الأماكن خطورة في العالم الإسلامي لينشروا من خلالهم الأفكار والمخططات المصنعة حديثاً ليبثوا الفتنة المدروسة بجداول زمنية ومكانية وخطوط بيانية محددة ،
فتسنى لهم بذلك التلاعب بالمسلمين البسطاء وجندوهم بالأفكار البرَّاقة لاستئصال شيوخ الإسلام ومحاربتهم وتكفيرهم وحتى قتلهم في النهاية كما نسمع في كلِّ ساعة للأسف ،
وألتف كثير من المسلمين البسطاء حول شيوخٍ لا أباً لهم ولا سند لمجرد كونهم أثرياء جداً أو لكونهم قرؤوا ثلاثة آلاف كتاب في المكتبة أو ما شابه ذلك ويتحدثون بالآيات و الحكمة وأشرطتهم توزع مجاناً في كل مكان ويخرجون على الإذاعات الكثيرة ،
والتي أحياناً يقوم بها أفراد قليلون لم يجدوا آذاناً صاغية لدعواتهم الهدامة فيخرجون على التلفاز ليصطادوا إلى جانبهم من ليس لهُ وليُّ مرشد ومن لخفةِ عقله يتبعُ أي ناعق ،
وكثير ممن يخرج على بعض الإذاعات مجرمون يستهزؤون بالعلماء السابقين وتلامذتهم ، حتى أنه كثيراًً ما يُسأل أحدهم من نتبعُ من مدارس الإسلام ومذاهبه وما رأيكم بالشافعية والمالكية والنقشبندية والأشعرية وغيرهم من علماء الإسلام ؟ فيجيبهم بذكاء أنّه لا يتبعُ إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا دخل لهُ بهؤلاء العلماء دون أن يعقب بإيضاح ، وهذه الطريقة هي من أذكى الطرق لصد الناس عن هؤلاء العلماء مستغلاً تعدد المسميات ليجعلهم ويصورهم كأنهم طوائف متفرقة في الدين والعقيدة ويجعلهم رضوان الله عليهم أنداداً لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم ،
وكان يجب عليه أن يجيب على السؤال إجابة كاملة فيقول بأدب :
أنا لا اتبع إلا الرسول وإلا من اتبع أثر الرسول من العلماء الأئمة الذين أفنوا أعمارهم وبذلوا كل الجهد بخدمة هذا الدين ونسجوا جميع أقوالهم وأفعالهم من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وحققوا مقاصدها و مضامينها على مدار الزمان وكانوا أعلم وأفقه منا لآيات الله ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وإن من أكبرهم قدراً وأعلاهم شأناً هم الأئمة الأربعة ومذاهبهم الأشعرية والماتريدية وأتباعهم الصادقون ، ويجب علينا التأدب عندهم والتعلم منهم علوم الإسلام لأنهم هم الثقات العدول والأئمة المجمع على إمامتهم ، وإلا نضل عن الصواب ونشقى ونتيهُ
كالغنم القاصية والعياذ بالله ، والحمد لله ربِّ العالمين .

اللهم ارحم علماء السنة السابقين وجميع المفسرين والفقهاء والصوفية المحققين والقراء والمحدثين وعلماء الأصول والكلام .
والذين أفنوا عمرهم بحماية الإسلام وفهم القرآن وفقه الحديث
بأرواحهم ودمائهم وأوقاتهم وأموالهم وبذلوا الغالي والرخيص لأجل دينك وحفظ سنة نبيك صلى الله عليه وسلم .
اللهم كُمَّ أفواه المجسمة والمشبهة التكفيريين وكل من ينقص من قدر نبيك صلى الله عليه وسلم ويقع بأحبابك وأوليائك يا رب العالمين.
اللهم وارحم أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
اللهم أحينا وأعزنا وانصرنا بقوة وعزة لا إله إلا الله
اللهم أظهر على ظواهرنا سلطان لا إله إلا الله
اللهم أنت الأول والآخر والظاهر والباطن وأنت بكل شيءٍ عليم
اللهم ارزقنا التقى والهدى والعفاف والغنى وحسن الخاتمة
وأعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
وصلى الله على حبيبنا وقرة أعيننا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ......




الختام
دعوة لاقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم

القسم الثاني عشر : ضرورة التربية والتزكية الإحسانية .

إني أوضح في هذا القسم مبيناً خلاله ومشيراً لسادتنا علماء السنة رضوان الله عليهم وخصوصاً فقهاء المالكية والأحناف والحنابلة والشافعية والأشعرية والماتريدية وخصوصاً من قصّر منهم في مقام الإحسان مكتفياً بالفقه وأصول الدين وداعياً لهم للاستزادة من مناهج التربية الإحسانية المطابقة لهدي النبي أو لهدي الأئمة والخلفاء الراشدين من بعده صلى الله عليه وسلم .

ولأجل أن يعلم الجميع أنه مهما قصر رجال بسبب بشريتهم وشوهوا مناهج السلوك إلى الله فإن هناك من أحيوا كثيراً من أركان السلوك وآدابه على أصولها مهما كلفهم ذلك من بذل النفس والمال والروح حباً وعشقاً وشوقاً ورضاً لله رب العالمين ولا يضرهم بشريتهم وبعض نواقصها ولا يعيبهم توابعها.
فالكمال لله وحده والعصمة لرسوله على الخصوص صلى الله عليه وسلم لكن الله يرعى أولياءه ويحفظهم وفق مشيئته ،

أما من اكتفى بالبحث عن عيوب البشرية فسيجد الكثير وسيستكبر على العلماء وسيحرم الخير العميم ويبقى أسير نفسه وهواه ، فمن يضلله الله أنظر لحاله ولن تجد له ولياً مرشداً هادياً له إلى طريق مستقيم ، وهذا حال كل متكبر مغرور قليل الذكر والأدب .
وصدق ابن عطاء رضي الله عنه حيث قال :
(سبحان من ستر سرَّ الخصوصيةِ بإظهارِ وصفِ البشريةِ )

لكن من حنَّ قلبه إلى الله وملَّ من كثرة الإنشغال بسواه حتى في الصلاة لا بد له أن يراجع نفسه ويشعر بنسمات الجنان تهب حول رجال الله الذين تتنزل حولهم وعليهم الملائكة ( ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشِروا بالجنَّةِ التي كنتُم توعَدونَ )
فلا يتأثر عندئذٍ بدعوات التشكيك بعلماء السنة ولا بظنون الخوارج التكفيريين الهالكين الهدامة الذي مثلهم كمثل من قيل فيهم عندما لا يشهدون أهل الحق (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون )

فعندما يجتبي الله إليه أحداً من عباده الطيبين الطاهرين يشرح صدره ويأتي به إلى خلّص عباده المقربين ليهدوهم سُبل السَّلام وليخرجوهم من الظلمات إلى النور بإذن الواحد القهار .

وباختصار إن التواضع والصفاء وحسن الظن بالمسلمين وصدق التوجه وطهارة النية و
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alash3area.jordanforum.net
 
الكتاب يا اهلنا السنة استيقظوا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الانحرافات في عقيدة الأشاعرة وهل هم من أهل السنة
» علماء اهل السنة أيام الخلافة العثمانية
» صفحة آهل السنة والجماعة الاشاعرة والماتريدية_على الفيس بوك
»  موسوعة أهل السنة في نقد الأحباش والمذهب الأشعري الضال
»  الأشاعرة في ميزان أهل السنة - تأليف فيصل الجاسم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأشعرية في التحذير من الوهابية :: الفئة الأولى :: القسم الإسلامي العام-
انتقل الى:  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم



جميع الحقوق محفوظة لــ منتدى الأشعرية في التحذير من الوهابية
 Powered by ra2d hamdo ®https://alash3area.jordanforum.net
حقوق الطبع والنشرمحفوظة ©2011 - 2010

الكتاب يا اهلنا السنة استيقظوا Pageviews=1
الدردشة|منتديات الأشعرية