العالـم الربـَّاني سيدي عبد الله بن محمد وشاح
العالم الرّباني الشافعي الأزهري سيدي ومولاي الشيخ عبد الله بن محمد وشاح، ولد في بيت عفا قضاء غزة عام 1936، وعاش طفولته هناك، ثم ذهب إلى الأزهر لتلقي العلوم الشرعية فيه، فحفظ القرآن الكريم، ثم أكمل دراسته في الأزهر الشريف، وحصل على درجة العالمية منه في عام 1963، ودرس وتخرج على ثلّة من العلماء والصالحين منهم:
الشيخ الولي الكامل والعالم الرباني سيدي محمد يوسف الدلاصي(أبو يوسف)، وقد تزوج الشيخ عبد الله وشاح بابنته، وأنجب منها ولدان وبنتان.
وسيدي العلامة عبد المجيد الشرقاوي، وقرأ عليه شرح صحيح البخاري في سنوات، وغيره.
والشيخ العلامة صاحب درس الجمعة المشهور في الأزهر سيدي الشيخ صالح الجعفري.
والشيخ حبيب الله الشنقيطي صاحب كتاب (زاد المسلم).
والشيخ عيسى منون شيخ رواق الشاميين في الأزهر.
والشيخ سليمان عبد ربه عالم نحرير له العديد من المؤلفات في الذب عن عقيدة أهل السنة، وغيرهم كثير.
ثم جاء إلى مدينة السلط وعاش فيها معلماً مربياً داعياً قلَّما تلد النساء مثله، وقد أحبه الناس وأحبهم، وكان يعمل رحمه الله في وزارة الأوقاف إماماً وخطيباً، طيلة فترة وجوده فيها إلى أن تقاعد منها بدرجة خاصة، وعمل مديراً للأوقاف فترة محدودة، ثم تركها بناء على رغبته، وقد عرضت على الشيخ المناصب ولم يرض، كما كان يفعل شيخه الشيخ عبد المجيد الشرقاوي رحمه الله، فكانت تعرض عليه الوظيفة في الأزهر، فيكتب على ظهر كتاب التبليغ أو التعيين: (علمت ولم أقبل)، كما كان يحدثنا الشيخ رحمه الله بذلك.
وقد ترك الشيخ عبد الله وشاح الأثر الكبير في أهل بلده وفي أهل السلط وفي الأردن عموماً، فكان عالماً شافعياً متمكناً من المذهب، وأذكر أني كنت أرجع إليه في بعض المسائل الفقهية، فيرشدني إلى الجواب أو يجيبني مباشرة، ويقول لي: الجواب في كتاب كذا تجده في صفحة كذا في منتصف الصفحة مثلاً، فكنت أرجع إلى الجواب كما أرشدني الشيخ فأجد المسألة كما قال الشيخ بتمامها، وكأنه وضعها بيده، وهذا من شدة حفظه وتمكنه رحمه الله، وكان المريدون يأتون إليه من مناطق شتى ينهلون من معين علمه وبحر معرفته.
وقد أكرم الله تعالى الشيخ بكرامات كثيرة يصعب حصرها أو عدّها، منها ما رأيته بعينى وسمعته بأذني، أذكر منها: أنه كان قد جال في خاطري سؤالاً لا أعرف له جواباً، فقلت ليس لي إلا سيدي الشيخ فجئته، وقبل أن أتكلم بالسؤال أجابني بآية كأني أسمعها لأول مرة مع أني قرأتها مراراً، قال لي عليك أن تذكر جيداً ما قلته لك.
ومنها ما نقل إلي من أهله ومريديه وأحبابه وأصحابه، وسأجمعها إن شاء الله تعالى في المقدمة لكتاب (معارج الأرواح ومدارج الأشباح)، الذي أقوم بتحقيقه لسيدي الشيخ محمد يوسف الدلاصي، وقد أجازني الشيخ مراراً والحمد لله بتحقيقه.
وتوفي سيدي بعد حياة مليئة بالعلم والعمل في يوم الثلاثاء الموافق 22/4/2009 فرحمه الله رحمة واسعة.
فواجبنا اليوم أن نكمل مسيرة العلم والتزكية والسلوك التي حملها العلماء الربانيون لتبقى راية العلم والسلوك مرفوعة بإذن الله تعالى، فإن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً، وإنما ينتزعه بقبض العلماء.
سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يرفع درجات هذا العالم الرباني الجليل، وأن يحشرنا في زمرته، ويجمعنا معه في جنات النعيم، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
__________________
الخميس مارس 10, 2011 1:00 am
الدردشة|منتديات الأشعرية