أسس بناء خطاب الوسطية والاعتدال

أسس بناء خطاب الوسطية والاعتدال
حوار مع الدكتور العلامة محمد سعيد رمضان البوطي
مع مجلة منار الإسلام العدد423
حاوره عبد الله محمد الزكي

يعتبر الأستاذ الدكتور البوطي واحدا من العلماء المجددين في هذا العصر الداعين إلى يسر الإسلام ووسطيته
وقد خاض غمار الفكر الإسلامي بشتى مجالاته فكتبه تجاوزت الخمسين مؤلفا
تميزت بالابتكار والتميز والدقة والورع وباسلوب يجمع بين المحافظة على الثوابت والأصول والمنهجية العلمية الفريدة
فهو يناقش جميع الاحتمالات الممكنة والأفكار المطروحة ويعرض لجميع الآراء الموجودة وبعد ذلك يأتيك برأيه السديد
وهو داعية متنور مجدد شملت دعوته كل الشرائح واستخدم كل الوسائل في تبليغها وهو المفكر الخبير بقضايا الأمة ومشكلاتها
يهتم بها ويعمل على علاجها بواقعية وعلمية
وقد حظيت مجلة منار الإسلام بلقائه ومحاورته رغم مشاغله وضيف وقته فكان الحوار التالي

سؤال*
من خلال كتاباتكم يتبين للقارئ أنكم تركزون على الجانب العقدي والتربوي للإنسان المسلم هل ترون أن هذا هو المدخل السليم لبناء نهضة حضارية إسلامية

جواب**
المدخل السليم متنوع يبدأ برسم العقيدة السليمة حتى إذا تمكنت هذه العقيدة في عقولهم ينتقل إلى تطويعهم سلوكيا بالمنهج الإسلامي الذي جاء به القرآن الكريم وبينته سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طبعا المنهج السلوكي يتمثل في تطبيق الأحكام الشرعية وفي الاصطباغ بالأخلاق الإنسانية السليمة.

سؤال*
ما الفرق في اعتقادكم بين القراءة المعاصرة للإسلام والاجتهاد

الجواب**
ليست هناك قراءة معاصرة يقرها الإسلام.فالقراءة فيما يقرره فقه اللغة وما يقرره الواقع الحتمي،تتبع عصر من كتب ودون فلا يجوز لي أن أقرأ مدونة تعود إلى خمسة قرون بأفكار الذين يعيشون في هذا القرن فهذه خيانة للمتكلم والمدون ،فجمهورية أفلاطون مثلا عندما ندرسها فإننا ندرسها بأفكاره ولا ندرسها بأفكارنا.
فالقراءة المعاصرة عبارة عن لغو تسرب إلى مجتمعاتنا عن طريق الألسنية أو اللسانيات التي يمارسها الغربيون في مجتمعاتهم لظروفهم الخاصة

سؤال*
في اعتقادكم ما هي أهم إشكالات الخطاب الإسلامي المعاصر؟

الجواب:**
إشكالات الخطاب الإسلامي المعاصر تتمثل أولا في الخلافات المستشرية بين الذين يتحملون مسؤولية الخطاب فهنالك خلافات كثيرة تصادمية وليست خلافات عادية ومرد هذه الخلافات إلى عصبية وإلى أنانية وإلى افكار تفرضها الجماعات التي تعتقد لنفسها الصواب.
اعتقد أن هذه المشكلة هي المشكلة الأولى التي تحول دون تحقيق نتائج الخطاب الإسلامي ثم بعد ذلك هناك أسباب فرعية مثلا: أصحاب الخطاب الإسلامي بحاجة إلى أن يتمتعوا بمزيد من الوعي وأن يتمتعوا بمزيد من الثقافة الإسلامية وأن يتمتعوا بمزيد من التأصيل المعرفي الحق للمبادئ الإسلامية عقائد و أحكاما فقهية ونحو ذلك.

سؤال*
ما هي في اعتقادكم الأسس التي يجب اعتمادها لبناء خطاب إسلامي وسطي معتدل؟

الجواب:**
يجب أن نبني خطابا إسلاميا معتدلا وذلك باعتماد الأسس التالية:
1-أن نكون أولا مخلصين لله عزوجل
2-أن نكون أصحاب بصيرة بالعقيدة الإسلامية الدقيقة الجامعة
3-أن نكون أصحاب بصيرة ومعرفة وملكة بالفقه الإسلامي وجميع العلوم الإسلامية
وفي هذا كله يتحقق المطلوب

سؤال:*
كيف يمكن للخطاب الوسطي المعتدل أن يحل مشكلات المسلمين اليوم ؟

الجواب:**
إذا وجد الخطاب الإسلامي الوسطي المعتدل يحل المشكلات المهم أن يوجد
فإذا وجد الخطاب الإسلامي السليم حلت المشكلات،ثم إن كلمة معتدل قد توحي أو توهم أن هنالك إسلاما متطرفاوهنالك إسلاما معتدلا وهنالك إسلاما متميعا
وأنها أنواع من الإسلامات في حين ليس هنالك إلا إسلام واحد ،فينبغي أن نقول نحن بحاجة إلى خطاب إسلامي سليم ،خطاب إسلامي صاف من الشوائب ولانقول :نحن بحاجة إلى خطاب إسلامي معتدل بدلا من خطاب إسلامي متطرف ،لأن هذا يوهم أن هناك إسلامات كثيرة

سؤال:*
كيف يمكن أن نربي أبناءنا على منهج الوسطية والاعتدال؟

الجواب:**
يمكن ذلك عندما نربيهم ونبين لهم الإسلام السليم الصافي من الشوائب والانحرافات فمثلا حينما نقول :نربي أبناءنا على أداء الصلاة، فيجب أولا أن نبين لهم حقيقتها وبعد ذلك نأمرهم بأدائها

سؤال*
هل ترون أن خطاب الوسطية والاعتدال يلقى الصدى المطلوب لدى شباب الأمة؟

الجواب:**
أسال الله عزوجل أن يلقى خطاب الوسطية والاعتدال الصدى المطلوب لدى الشباب لأنهم مستقبل هذه الأمة



وبحمد الله تتم الصالحات
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم